الثلاثاء، 21 أبريل 2009

176 عضواً في مجلس الشورى الإيراني يؤيدون نصر الله

في ظل حالة الهرج العام الذي ساد الأوساط السياسية ضد الموقف المصري في أزمة تنظيم حزب الله،ومحاولة جميع الأطراف المشاركة والمشار إليها ، نفي حق مصر كدولة لها سيادتها الداخلية ولها كل الحق في الحفاظ على أمنها القومي بالشكل الذي تراه مناسباً،صدر بيان من مجلس الشورى الإيراني يوم (15/4/2009)،بموافقة 176 عضواً يؤيدون موقف حسن نصر الله،وحزب الله،وينددون بالموقف بعض الأنظمة العربية ـ والمقصود مصر بالطبع ـ في القضية الأخيرة من تنظيم حزب الله في القاهرة.واصفين حسن نصر الله بأنه (الشمس الساطعة الذي يشع نورها في أرجاء العالم الإسلامي).كما أعلن (علي لاريجاني) رئيس مجلس الشورى الإيراني،أن ما حدث لحزب الله في مصر مؤامرة غير محبوكة الهدف منها التأثير على سير الإنتخابات اللبنانية القادمة،وأن هذا من قبيل التعاون مع النظام الصهيوني،ضد حزب الله الشيعي الذي ناصر فلسطين السنية.ولا أدري ما العلاقة الحقيقية بين إيران وحزب الله التي جعلت مجلس الشورى الممثل للشعب الإيراني يصدر هذا البيان التأييدي،ويحول القضية من دولة تدافع عن شأنها الداخلي إلي قضية شيعة وسنة،بشكل فج من التدخل لا يليق إلا بدولة تدافع عن مصالحها التوسعية في المنطقة بشكل عام،وإظهار الدور المصري كمنافس لهذه الطموحات الإيرانية.
والأمر بالطبع لايقف عن الحدود الإيرانية،ولكن القضية كشفت بقية العلاقات الخفية التي كانت ترفض طوال الوقت ربطها ببعضها البعض،فالمتحدث بإسم حركة حماس يُعلن في بيان له نشرته وكالة أنباء مهر الإيرانية،أن موقف النظام المصري من حزب الله يهدف منذ البداية حركة حماس،خاصة بعد موقف الحكومة المصرية من أزمة غزة السابقة ـ على حد زعمه ـ ولكن لأن الحركة سنية فالنظام المصري لم يجرؤ على مهاجمتها واستبدلها بحزب الله الشيعي،حتى لا يقابل بإستهجان من قبل الشعب المصري.وهذا بالطبع يتسق مع تصريحات نصر الله أن دور حزب الله في مصر هو تهريب الأسلحة إلى حماس بواسطة الأراضي المصرية،وبالتالي هذا يفتح باب التساؤل عن العلاقة التي ربطت بين حزب الله وحماس وإيران وهل موضوع مقاومة الإحتلال الإسرائيلي سبب كافي لإستغلال أراضي دولة أخرى ووصف مصر بالعمالة للصهيونية،مما أكد أن هناك أزرع حقيقية لإيران في المنطقة العربية لها مصالح تم المساس بها في القضية الأخيرة.
وإن كان هذا موقف إيران وحزب الله وإيران،وهو في السياق العام نجده متسقاً إلى حد بعيد على أرضية توحيد المصالح واستغلال الطبائع المذهبية لتنفيذ هذه المصالح،فالمدهش في الأمر والمحير أيضاً هو موقف الإخوان المسلمين من القضية ،فمهدي عاكف يصف ما يحدث بأنه نوع من التهريج الإعلامي كما يؤكد أنه لا أمل في الحكومات بل الأمل في الشعوب للحفاظ على المقاومة ضد إسرائيل،وأن الحكومات نوعان نوعاً مع المقاومة وآخر ضدها ويعمل لصالح الصهاينة والأمريكان،ولا أدري أإستغلال إيران وحزب الله الأراضي المصرية ومحاولة المساس بسيادة الدولة يُعتبر نوعاً من المقاومة!!!.
وكذلك من المدهش تصريحات (محمد الدريني)،أن ما يحدث نوعاً من الفولكلور الأمني،الهدف منه هو توجيه إتهامات للشيعة في مصر فمن المؤكد ـ من وجهة نظره ـ أن ما حدث لا يمكن فهمه بعيداً عن التصريحات الرسمية المصرية ضد إيران،وبعيداً عن تحول التشيع إلى فزاعة يستخدمها الأمن المصري ضد الشيعة في مصر.فالدريني ربط في تصريحاته بين التشيع في مصر كمذهب ديني له معتنقيه وبين إيران كدولة سياسية وبين الموقف المصري من الدولة الإيرانية.وكأن كل ما يحدث لأي شيعي في المنطقة لابد وأن يرتبط كلياً بالشيعة في مصر،وكأنه إعتراف من الدريني بالإنتماء الضمني لإيران وحزب الله،وهذا رغم خلافات الدريني المتعددة مع النظام في مصر،ليس له ما يبرره في هذه الأزمة،فالشيعة لهم تواجدهم في مصر على كل المستويات،ولكن المقلق في الأمر هو التساؤل الذي يُلح بشكل دائم،وهو ما طبيعة العلاقة التي تربط كل تلك العناصر المختلفة.فأزمة تنظيم حزب الله في مصر يخص الموضوع ذاته وسيادة مصر الداخلية فقط،فما الداعي لظهور كل تلك الأفكار المتضامنة مع حزب الله في لبنان،وتحويل الموضع ضد مصر على كافة الأصعدة،بما في ذلك الموقف الرسمي الإيراني.خاصة وأن المتهم الأول في التظيم قد تراجع عن اعترفاته كاملة التي أدلى بها أمام نيابة أمن الدولة العليا،فما كان الداعي للإعتراف ثم سحبه من جديد.؟!
من المؤكد أن العديد من أوراق اللعبة أصبحت على المكشوف،فإيران وحزب الله وحماس والإخوان والشيعة في مصر،توحدوا في خطاب واحد موجه ضد الموقف المصري تجاه الأزمة الأخيرة،مما يمثله هذا الموقف من إضرار بمصالحهم الخاصة،بعيداً عن محاولات اسباغ الموضوع بحرب المقاومة أو تحرير الأرض المحتلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق