كان لانسحاب محمد خاتمي أبرز عناصر الحركة الإصلاحية في إيران من الترشيح للإنتخابات الرئاسية في دورتها العاشرة والتي ستنعقد في يونيو المقبل،أثره البالغ على الساحة السياسية الإيرانية،فقد أعلن في بيان رسمي يوم 16/3/2009 أمام اللجنة الشبابية المؤيدة له في حملته الإنتخابية،أنه قد فرر سحب ترشيحه من الإنتخابات الرئاسية.وذلك حتى يمنع تشتت الأصوات الممكن الحدوث نتيجة لتعدد المرشحين من الإتجاه الإصلاحي.ولاتفوتنا الإشارة للدور السياسي الذي لعبه خاتمى على مدار تاريخه.
فهو الرئيس الخامس للجمهورية الإيرانية لدورتين متتاليتين (1997 ـ 2005) ،كانت له نشاطات معارضة لنظام الشاه،حيث بدأ نشاطه السياسي في إتحاد الطلبة المسلمين في جامعة أصفهان وعمل بالقرب من أحمد الخوميني ابن الإمام الخوميني، وترأس مركز هامبورج للدراسات الإسلامية ،وبعد قيام الثورة الإسلامية دخل البرلمان في دورته الأولى 1980، ممثلاً عن مقاطعة (اردكان) مسقط رأسه،وعين وزيراً للثقافه والإرشاد الإسلامي 1982، من ِقبّل الخوميني.وفي أثناء الحرب العراقية تولى عدة مناصب أهمها،نائب رئيس القيادة المشتركة للقوات المسلحة،ورئيس قيادة الحرب الدعائية.ومستشاراً لرئيس الجمهورية (هاشمي رفسنجاني) (1992) وذلك بعد إستقالته من منصب وزير الثقافة في عهده نتيجه لأسلوبه المغاير في التعامل مع المعارضة.وفي الإنتخابات الإيرانية عام(1997) نال نسبة 70% من الأصوات أي حوالي (20 مليون صوت أغلبهم من النساء والشباب).وفي فترة رئاسته استطاع أن يُغير من صورة إيران أمام المجتمع الدولي،وأسس للحركات الإصلاحية والتي تهدف إلى تعديل الأوضاع الأصولية المتشددة التي تحكم إيران.أي أن لخاتمي تاريخه الكافي الذي من الممكن أن يجعله منافساً لايستهان به أمام (نجاد) الرئيس الحالي لإيران والذي من المؤكد أنه سيرشح نفسه لفترة رئاسية ثانية (وذلك تبعاً لتصريح (ثمره هاشمي) مستشار رئيس الجمهوية لوكالة (شفاف) الإخبارية 16/3/2009 على إثر بيان خاتمي).
صرح خاتمي في بيانه أن هدفه الأول هو (أن النزعة الأخلاقية لابد وأن تسود على امتلاك القوة)،فلا يصح أن يشكل وجوده ضرراً بالمصالح الإيرانية ولا التوجهات الإصلاحية فهو يشجع أن تتوحد الأصوات على شخصية إصلاحية واحدة ( ومن أهم المتقدمين من هذا الإتجاه مير حسين موسوي رئيس مجلس الوزراء (1981 ـ 1988) أي طوال فترة الحرب العراقية حتى تم إلغاء هذا المنصب طبقاً لتعديل دستوري فأصبح هو آخر رئيس وزراء لإيران كما عمل كمستشار لخاتمي طوال فترة رئاسته للجمهورية ومصنف تبعاً للإتجاه الإصلاحي المعتدل،ومهدي كروبي رئيس مجلس الشورى الإيراني الأسبق)،وقد تنازل خاتمي عن ترشيحه لصالح (مير حسين موسوي)،بحيث يرى أنه يتسم بالأخلاق الجيدة والشعبية بل والرضا من الجانب الأصولي المسيطر الأن،وإذا كان الهدف من الإنتخابات هو الفوز ـ حسب تعبيره ـ فمير حسين هو القادر على هذا بلا منازع(خاصة إذا وضعنا تاريخه في الحرب العراقية في الإعتبار).كما صرح خاتمي أنه قد تلقى طالبات كثير من الإصلاحيين بالانسحاب وبالتالي هو سيقف على حدود الدعم للمرشح الرئاسي الجديد.وفي المقابل أرسل موسوي رسالة إلى خاتمي،يخبره فيها بتأثره الشديد لهذا القرار،وأنه تشرف بالعمل معه أثناء فترة رئاسته،وأن الإصلاح لن يتأتى إلا بالعودة للأصول،وأنه سيواصل مسيرة خاتمي الإصلاحية.
وفي رأي الإصلاحيين مثل (دكتور محسن مير دامادي)(رئيس جبهة المشاركة الإسلامية)(جريدة نوروز 17/3/2009)،أن إنسحاب خاتمي سيحبط عملية الإصلاح من أساسها،وأن (مير حسين) لن يتمكن من تحقيق ما يمكن أن يحققه خاتمي لو وصل للرئاسة.في حين يرى الإتجاه المحافظ أن هذا يعكس عدم إتفاق على أسماء المرشحين في الجبهة الإصلاحية وبالتالي يشير إلى تشتت الجبهة بشكل عام.كما نشرت وكالة أنباء (BBC)(16/3/2009)،أن الانسحاب سيترك نجاد أقوى برغم الأزمات الإقتصادية والدولية الذي أوقع بها إيران خلال فترة رئاسته.(خاصة إذا علمنا أن هناك خلاف بين علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) وبين نجاد على الميزانية المقدمة لمجلس الشورى لبحثها والموافقة عليها، وقد يعود ذلك أيضاً لقرب فترة الإنتخابات الرئاسية فعلي لاريجاني من ضمن الأسماء المرشحه لهذا المنصب).
على كل،فإن انسحاب خاتمي قبل بداية المعركة الفعلية،لابد وأن سبقه تسوية ما،فهل تأكد خاتمي من خسارته أمام نجاد فأجل المعركة للفترة التالية؟،خاصة لقرب نجاد من المرشد العام،حتى وإن كان بعيداً عن النخبة،فله حضور لا يستهان به أيضاً في الأوساط الشعبية ذات النسبة الأعلى بالطبع.أم هل الأزمة داخلية بالفعل داخل الإتجاه الإصلاحي وفقدان خاتمي السيطرة على الوضع بشكل عام؟ولكن من المؤكد أن انسحابه يعد انحصار فعلي للتيار الإصلاحي في إيران والتأكيد على سطوة المحافظين على الأقل في الفترة القادمة.
وكما بكى خاتمي لدى نجاحه في فترة الرئاسة الثانية،فحيرت دموعه الكثيرين، أبكى كل من عاش حلم الإصلاح في بلاده يوم انسحابه، ويبقى التساؤل،ماذا كان سيقدم خاتمي لإيران لو لم ينسحب؟!
فهو الرئيس الخامس للجمهورية الإيرانية لدورتين متتاليتين (1997 ـ 2005) ،كانت له نشاطات معارضة لنظام الشاه،حيث بدأ نشاطه السياسي في إتحاد الطلبة المسلمين في جامعة أصفهان وعمل بالقرب من أحمد الخوميني ابن الإمام الخوميني، وترأس مركز هامبورج للدراسات الإسلامية ،وبعد قيام الثورة الإسلامية دخل البرلمان في دورته الأولى 1980، ممثلاً عن مقاطعة (اردكان) مسقط رأسه،وعين وزيراً للثقافه والإرشاد الإسلامي 1982، من ِقبّل الخوميني.وفي أثناء الحرب العراقية تولى عدة مناصب أهمها،نائب رئيس القيادة المشتركة للقوات المسلحة،ورئيس قيادة الحرب الدعائية.ومستشاراً لرئيس الجمهورية (هاشمي رفسنجاني) (1992) وذلك بعد إستقالته من منصب وزير الثقافة في عهده نتيجه لأسلوبه المغاير في التعامل مع المعارضة.وفي الإنتخابات الإيرانية عام(1997) نال نسبة 70% من الأصوات أي حوالي (20 مليون صوت أغلبهم من النساء والشباب).وفي فترة رئاسته استطاع أن يُغير من صورة إيران أمام المجتمع الدولي،وأسس للحركات الإصلاحية والتي تهدف إلى تعديل الأوضاع الأصولية المتشددة التي تحكم إيران.أي أن لخاتمي تاريخه الكافي الذي من الممكن أن يجعله منافساً لايستهان به أمام (نجاد) الرئيس الحالي لإيران والذي من المؤكد أنه سيرشح نفسه لفترة رئاسية ثانية (وذلك تبعاً لتصريح (ثمره هاشمي) مستشار رئيس الجمهوية لوكالة (شفاف) الإخبارية 16/3/2009 على إثر بيان خاتمي).
صرح خاتمي في بيانه أن هدفه الأول هو (أن النزعة الأخلاقية لابد وأن تسود على امتلاك القوة)،فلا يصح أن يشكل وجوده ضرراً بالمصالح الإيرانية ولا التوجهات الإصلاحية فهو يشجع أن تتوحد الأصوات على شخصية إصلاحية واحدة ( ومن أهم المتقدمين من هذا الإتجاه مير حسين موسوي رئيس مجلس الوزراء (1981 ـ 1988) أي طوال فترة الحرب العراقية حتى تم إلغاء هذا المنصب طبقاً لتعديل دستوري فأصبح هو آخر رئيس وزراء لإيران كما عمل كمستشار لخاتمي طوال فترة رئاسته للجمهورية ومصنف تبعاً للإتجاه الإصلاحي المعتدل،ومهدي كروبي رئيس مجلس الشورى الإيراني الأسبق)،وقد تنازل خاتمي عن ترشيحه لصالح (مير حسين موسوي)،بحيث يرى أنه يتسم بالأخلاق الجيدة والشعبية بل والرضا من الجانب الأصولي المسيطر الأن،وإذا كان الهدف من الإنتخابات هو الفوز ـ حسب تعبيره ـ فمير حسين هو القادر على هذا بلا منازع(خاصة إذا وضعنا تاريخه في الحرب العراقية في الإعتبار).كما صرح خاتمي أنه قد تلقى طالبات كثير من الإصلاحيين بالانسحاب وبالتالي هو سيقف على حدود الدعم للمرشح الرئاسي الجديد.وفي المقابل أرسل موسوي رسالة إلى خاتمي،يخبره فيها بتأثره الشديد لهذا القرار،وأنه تشرف بالعمل معه أثناء فترة رئاسته،وأن الإصلاح لن يتأتى إلا بالعودة للأصول،وأنه سيواصل مسيرة خاتمي الإصلاحية.
وفي رأي الإصلاحيين مثل (دكتور محسن مير دامادي)(رئيس جبهة المشاركة الإسلامية)(جريدة نوروز 17/3/2009)،أن إنسحاب خاتمي سيحبط عملية الإصلاح من أساسها،وأن (مير حسين) لن يتمكن من تحقيق ما يمكن أن يحققه خاتمي لو وصل للرئاسة.في حين يرى الإتجاه المحافظ أن هذا يعكس عدم إتفاق على أسماء المرشحين في الجبهة الإصلاحية وبالتالي يشير إلى تشتت الجبهة بشكل عام.كما نشرت وكالة أنباء (BBC)(16/3/2009)،أن الانسحاب سيترك نجاد أقوى برغم الأزمات الإقتصادية والدولية الذي أوقع بها إيران خلال فترة رئاسته.(خاصة إذا علمنا أن هناك خلاف بين علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) وبين نجاد على الميزانية المقدمة لمجلس الشورى لبحثها والموافقة عليها، وقد يعود ذلك أيضاً لقرب فترة الإنتخابات الرئاسية فعلي لاريجاني من ضمن الأسماء المرشحه لهذا المنصب).
على كل،فإن انسحاب خاتمي قبل بداية المعركة الفعلية،لابد وأن سبقه تسوية ما،فهل تأكد خاتمي من خسارته أمام نجاد فأجل المعركة للفترة التالية؟،خاصة لقرب نجاد من المرشد العام،حتى وإن كان بعيداً عن النخبة،فله حضور لا يستهان به أيضاً في الأوساط الشعبية ذات النسبة الأعلى بالطبع.أم هل الأزمة داخلية بالفعل داخل الإتجاه الإصلاحي وفقدان خاتمي السيطرة على الوضع بشكل عام؟ولكن من المؤكد أن انسحابه يعد انحصار فعلي للتيار الإصلاحي في إيران والتأكيد على سطوة المحافظين على الأقل في الفترة القادمة.
وكما بكى خاتمي لدى نجاحه في فترة الرئاسة الثانية،فحيرت دموعه الكثيرين، أبكى كل من عاش حلم الإصلاح في بلاده يوم انسحابه، ويبقى التساؤل،ماذا كان سيقدم خاتمي لإيران لو لم ينسحب؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق