الأربعاء، 25 مارس 2009

أسرار المصالحة بين إيران والقرضاوي




إن بدايات القضية ليست غائبة عن أحد ،فمنذ أعلن يوسف القرضاوي (رئيس الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين) موقفه شديد اللهجة ضد التشيع وإيران،منذ ما يقرب من ستة أشهر ،وأعتبر القرضاوي أن إيران هي صاحبة المصلحة الأولى في نشر التشيع في العالم الإسلامي بل و(التبشير) به على حد قوله،ذلك التعبير الذي أغضب الأوساط الشيعية والإيرانية تحديداً أكثر من الموضوع ذاته،فآية الله تسخيري (رئيس الإتحاد العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية) بل ونائب (الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين) الذي يرأسه القرضاوي،قد أعرب عن إستياءه الشديد من موقف القرضاوي الذي قد يثير الفتنه بين عموم المسلمين،وأكثر ما أثاره وصف القرضاوي المد الشيعي بالتبشير (فهذا اللفظ لا يستخدم إلا لوصف حركات التبليغ المسيحي في العالم) على حد قوله،والمنشور على موقع الإتحاد العالمي للتقريب بين المذهب رداً على دعاوي القرضاوي.الغريب في الأمر أنه لم ينكر وجود المد الشيعي من عدمه،وكأنه أمر مسلم به ولا حاجة لنقاشه ولكن الاختلاف فقط أنستخدم تبشير أم مد!!.
وظلت الأزمة مشتعلة ولكن بشكل محير،فطوال الفترة السابقة كان الهجوم الشيعي العربي على القرضاوي أشد قوة من رد الفعل الإيراني،فهذا أحمد راسم النفيس في موقع (صوت العراق بتاريخ 16 ـ 9 ـ 2008) يجرجرنا جميعاً إلى مناطق خلاف تراثية ليس موضوعها الآن ولا حتى تصريحات القرضاوي حين قال :" نحن بالتأكيد لا نرد هنا على هذيانات الشيخ ولا على المبررات التي يسوقها لتدعيم تحذيراته أو تحريضه المستمر، و من أجل طمأنته فهو في كل الحالات لا يختلف ولن يختلف عن معاوية ويزيد وزياد ابن أبيه الذين قتلوا أصحاب النبي الأكرم محمدا صلى الله عليه وآله لأنهم حسب شهادة أبي بردة بن أبي موسى الأشعري (كفروا بالله) نسبة لأمير المؤمنين ومولى المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام!!.. ولكننا نود أن يعرف الجميع أن الشيعة في مصر لا يحظون بدعم أي جهة على وجه الأرض شيعية كانت أم غير شيعية وليس لهم أي ميزانية رغم أن الشيخ يزعم أن الميزانية تتجاوز المليار دولار أو يزيدون!!.." . وهذا محمد الباقر المهدي (سكرتير المراجع الدينية لشيعة الكويت) يطالب الأزهر برفع العمامة عن القرضاوي،وإسقاط قطر الجنسية عنه،لأنه يثير الفتنة بين المسلمين.ولا أدري هل الشيعة العرب قرروا الدفاع عن إيران وعلاقتها بالمد الشيعي،أم دافعوا لصالح إستقلاليتهم المزعومة عن إيران فحولوا دفة الحديث عن المذهب لا عن إيران؟مع التأكيد على نفيهم أي صلة بإيران أو تمويلها،مما يؤكد بشكل أو بأخر أن كلاهما (الشيعة العرب وإيران) وجهان لعملة واحدة،مهما أشاعوا العكس.
فطوال نفس المدة لم تتعدى تصريحات إيران ضد القرضاوي سوى ما نشر في وكالة (مهر) للأخبار،والتي تنصلت منه بعد ذلك،وهذه المفارقة تستدعي تساؤلات عدة ملتبسة إلى حد بعيد،فكما نشر على موقع القرضاوي أن (الدكتور سيد مهدي خاموشي) رئيس (منظمة الإعلام الإسلامي الإيراني) قد أرسل إعتذاراً للقرضاوي عما بدر من موظف غير منضبط في وكالة مهر وأنه تم فصله،كما تسلم رسالة دعوة خاصة من (علي لريجاني) رئيس مجلس الشورى الإيراني،لحضور المؤتمر الدولي الرابع المنعقد بإيران،وهذا منشور بتاريخ (10/3/2009).أي أن الإعتذار يؤكد فقط على ما تم نشره في مهر،وأنه مجرد خطأ موظف لم يستشر الوكالة فيما يفعل.دعنا نراجع عناصر الخطاب الإعتذاري ،فهو مرسل يوم (28 /2/2009)،أي بعد إشتعال الأزمة بستة أشهر،وبعد نشر الموضوع في مهر بنفس المدة تقريباً فهو منشور بتاريخ (13/9/2008)،وكاتب المقال الذي تم فصله هو (حسن هانى زاده) وهو رئيس القسم العربي في الوكالة وخبير بالشئون العربية والإيرانية وله العديد من المقالات والدراسات بهذا الشأن،وذا تواجد ملحوظ على الساحات العربية الخليجية واللبنانية خاصة.ويمكن إجمال مقالته التي أثارت كل هذه الضجة في الآتي،المقالة مكتوبة تحت عنوان " القرضاوي وخطابه الطائفي "،ومن أهم ما كتبه في المقال : " هذا الكلام وما شابهه سبق وأن جاء على لسان حاخامات اليهود الذين كانوا ومازالوا يحذرون العالم من خطر المد الشيعي واستبصار المجتمعات العربية لأن الخسائر التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي في حرب تموز عام 2006 جاءت على يد أبناء الطائفة الشيعية في لبنان دون غيرها.... ولا شك أيضا بأن الشيخ القرضاوي يستذكر تماما أنه خلال نكسة حزيران كان جنرالات العرب في العريش وشرم الشيخ وسيناء قد هربوا من ميادين القتال متنكرين بزي رعاة الأغنام تاركين وحداتهم العسكرية عرضة للغزو الصهيوني.فعندما تأتي بعدما يقارب أربعة عقود على تلك النكسة الأليمة ، ثلة من الشباب في لبنان ليعيدوا المجد والإباء إلى الأمة الإسلامية فلابد أن يصبح هؤلاء الشبان قدوة لباقي شباب العرب بغض النظر عن هويتهم.". وكأن الحرب الإسرائيلية اللبنانية جاءت لصالح حزب الله نتيجة لتشيعه ليس إلا ولا علاقة لأي من الموازنات الدولية أو الخيارات الإستراتيجية والذي على رأسها إيران ذاتها أي إعتبار من وجهة نظره.كما نلاحظ أن الزمن قد توقف لدى كاتب المقال فلم يعلم شيئاً عن حرب (1973)،فما زال متوقفاً عند مرحلة هزيمة (67).
وكذلك : " فإذا بات المذهب الشيعي يلقى تجاوباً لدى الشعوب المسلمة الواقعة تحت الظلم والإضطهاد فهذا مدعاة للفخر والسرور ويعتبر معجزة من معجزات آل بيت رسول الله "ص" لأن الشعوب المسلمة وجدت ضالتها في هذا المذهب الإسلامي اإانساني حيث أن الشيعة قدمت نموذجاً رائعاً من الحكم الإسلامي لم يكن متوفرا بعد حكم النبي "ص" وحكم أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام".
فالكاتب لم ينكر أي مما قاله القرضاوي من مد شيعي ولكن هذا لا يعود الفضل فيه لإيران أو غيرها إنما للمعجزات الخارقة التي ينتجها المذهب وآل البيت ،فالمذهب هو المسؤول بشكل مباشر فليحاسبه القرضاوي إذن!!!.
ومن ضمن ما قال كذلك : " فتنامي المد الشيعي لا يحتاج الى خبراء ولا إنفاق المليارات من الدولارات ولا بكوادر متدربة بل يعتبر صحوة حقيقية باتت تجتاح الشعوب المسلمة التي سئمت من سماع التصريحات المنافقة لعلماء السوء ونزعتهم الطائفية.فإذن الرغبة الجامحة لدى الشباب العربي في الإنتماء الى المذهب الشيعي تعود الى تسامح هذا المذهب وابتعاده عن العصبية الطائفية الجاهلية وإنفتاحه على مناقشة باقي الآراء والأفكار حيث أن باقي المذاهب الإسلامية تختلف كثيرا عن مثل هذه التوجهات ولا تقبل الرأي الآخر...... ألا يحق للشعوب الإسلامية أن تشكك بإنتماء الشيخ القرضاوي السياسي وتتساءل : هل بات الشيخ القرضاوي يتحدث بهذه التصريحات المشينة نيابة عن زعماء الماسونية العالمية أو عن الحاخامات اليهود؟لماذا يسعى هذا الشيخ الكهل بين حين وآخر لإثارة النعرات الطائفية وتوجيه الإساءة إلى شيعة آل رسول الله "ص" مستغلا الإعلام العربي والغربي المثير للفتن؟." "
يُعد هذا المقال هو الأهم على الساحة الإيرانية في هذه القضية وقد يكون الوحيد،والذي أثار القرضاوي لدرجة أنه طالب بإعتذار رسمي من الحكومة الإيرانية،والتي بدورها زايدت على طلبه وفصلت (حسن زاده)،والذي علق بدوره على فصله في (الأخبار اللبنانية عدد 655 / الإثنين 2008)،بأنه غير نادم على ما قاله عن القرضاوي،وأنه تقبل قرار الفصل برحابة صدر حرصاً منه على الوحدة الإسلامية ومساعدة لطهران في وأد نار الفتنة التي أثارها القرضاوي ـ وهذا بالطبع ما نلاحظه في مقالته السابقة الذكر فهو كما يبدوا غير متعصب تماماً وفي منتهى الموضوعية !!!ـ كما وصف في ذات الرد القرضاوي بوصفه عميلاً للوهابية وأنه يحظى بدعم سعودي من قناة العربية و جريدة الشرق الأوسط،واللذين بدورهم متواطئين مع إسرائيل ضد إيران والشيعة في العالم.(فحسن زاده) يعرض موقفه بوصف أن المذهب الشيعي هو المخلص للشعوب العربية بل والعالم من ظلم الدولة الإسرائيلية،وأن كل من يعارضه أو يعارض إنتشاره عميل للسلفيين ولإسرائيل في كفة واحدة من وجهة نظره.
المثير للجدل كذلك أن إعتذار إيران يأتي ممهور من رئيس (منظمة الإعلام الإسلامي ) تلك المنظمة تتبع مباشرة ( المجلس الأعلى للثورة الثقافية الإيرانية)،والذي أسس من قبل الخوميني ذاته بعد الثورة مباشرة ويهدف إلى نشر الفكر الثوري وتطهير الواقع الثقافي والجامعي من كل معارض للفكر الإسلامي أو للمبادئ الثورية،وكذلك العمل على أسلمة الجو الجامعي وتغيير البرامج التعليمية بما يعود بمنفعة على الشعب الإيراني (هذا من خلال اللائحة التأسيسية للمجلس) والذي يرأسه المرشد الأعلى شخصياً، ويضم (44) عضواً أساسياً يُعدون من المحركين للواقع الإيراني في كل المجالات،فمنهم (محمود أحمدي نجاد)،و(علي لاريجاني)،و(علي أكبر ولايتي)،وكذلك ( سيد مهدي خاموشي) رئيس (منظمة الإعلام الإسلامي)،وكما تتبع وزارة الثقافة ،وجهاز التليفزيون وغيرهما الكثير المجلس الأعلى للثورة الثقافية.
أي أن رئيس (منظمة الإعلام الإسلامي) يُعد من الشخصيات الفاعلة على الساحة الإيرانية،وله مكانته القريبة من صنع القرار في إيران،كما أن الدور المنوط بالمنظمة هو نشر الفكر الثوري الإسلامي ومواجهة كل من يضر بهذا المبدأ من أي جهة،ولها إنتشارها في كل محافظات إيران ولها نفوذ لا يُستهان به في الدول ذات الطابع الشيعي سواء حكومةً أو شعباً.وقد صدق الخوميني ذاته على قيام تلك المنظمة بوصفها منظمة لها إستقلاليتها القانونية والإدراية فهي شبه حكومية ولكن لا تتبع مباشرة أي جهاز حكومي إلا المرشد بالطبع.فهي ذات صلة مباشرة بالجماهير والمنوطة بتثقيفه وتوعيته والحفاظ على وعيه من أي دعايات خارجية ضد التوجهات الإسلامية أو الثورية ـ فهي من ضمن الأوصياء على الوعي الاجتماعي الإيراني ـ ،ومن ضمن أهم ما تقوم به هو (تفعيل وكالة مهر)،والتي تتبعها مباشرة الآن.ودورها هو نشر أخبار المنظمة مبدئياً وكذلك العمل على نشر كل ما يخدم توجهات الدولة الإيرانية على كل المستويات وفي كل الجهات.
وبالتالي نلاحظ أن تسلسل الذي ينتج (مهر) يجعلها من المؤسسات الدعائية المهمة في نطاق الدولة الإيرانية،وأن ما فعله (حسن هانى زاده) لا يتعدى كونه أداء يزايد فيه على التوجهات الإيرانية بشكل عام وعلى سياسة المؤسسة التي تتبعها الوكالة،حتى وإن لم تُعلن المنظمة أي قرار رسمي على لسان (سيد مهدي خاموشي) ضد تصريحات القرضاوي.وهذا ما ينقلنا إلى تساؤل آخر إن كان كانت مقالة (حسن زاده) نابعة من التوجهات الإيرانية فلماذا تعمل المؤسسة على طرده؟،من وجهة نظري أن التضخيم الإعلامي الذي صاحب صدور المقاله، اختزل الدور الإيراني في القضية إلى مجرد شخص كتب مقالة واحدة في هذا الشأن مما حدى بإيران أن تنفي كل الصيغ الممكنة التي تورطها ،فرغم أنها المستهدفة الأولى من تصريحات القرضاوي إلا أنها قررت أخذ موقف الحياد الظاهري وكل ما فعله كاتب المقال أنه كسر هذا الحياد عامداً أو مأموراً.
خاصة وأن هناك من ينوب عن إيران في هذا الشأن وهم الشيعة في المجتمعات العربية الذين كانوا على أهبة الإستعداد للرد عن إيران أو أي تورط قد يشوبها في قضية المد الشيعي في العالم العربي،وحين قررت إيران الإعتذار عن موقف هذا الموظف غير المنضبط على حد تعبير رسالة الإعتذار،فيصمت الجميع كل الأبواق الدعائية المناقضة للقرضاوي،وكأنها أشارت لهم بالتوقف،فجفت الأقلام.مما يؤكد من حيث رغب الجميع في النفي أن لإيران سطوتها الحقة على المجتمعات الشيعية في البلدان العربية.
والتساؤل الذي أصبح أكثر إلحاحاً هو لماذا أثار القرضاوي كل هذه الأزمة،وما الفائدة التي قد تعود عليه من تورطه في هذه المعركة الوهمية،فكما أشرنا أن نائبه في الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين هو (آية الله تسخيري) أي أن الشيعة لهم حضورهم الكافي في الإتحاد ذاته الذي يرأسه.هذا من جانب ومن جانب أخر ما أتى به القرضاوي ليس بجديد على الإطلاق فمن المعلوم بالبداهة أن هناك تواجد شيعي كبير في مصر والخليج وسوريا ولبنان بالطبع،وغيرها من البلدان العربية،وأن هناك صلات قوية بين الشيعة العرب و الجمهورية الإيرانية،وأن نظرية المد الشيعي والإمتداد الإيراني في المنطقة قضية تحتاج إلى مزيد من النقاش،فمن ضمن الأهداف الرئيسية للثورة الإيرانية هو نشر الفكر الثوري ذا الطابع الديني،في محاولة دائمة من إيران لفرض نفوذها العام على العالم العربي وغيره من المجتمعات،ولكن الأمر ليس بالضرورة مرتبطاً بالتشيع،وإلا فما تفسير العلاقات المتينة بيين إيران وحماس مثلاً.وكأن القرضاوي قرر إستخراج تراثيات التاريخ الإسلامي من أمثال سب الصحابة وتقديس آل البيت وغير ذلك من القضايا التي على أهميتها التاريخية إلا أنها بعيدة عن الواقع الديني الآن على مستوى التأثير على الأقل.فهل من الممكن الأن أن يتحول سني إلى شيعي؟!،ولما؟!،وماذا سيضيف التشيع للواقع الديني العربي.خاصة وأن هناك جانب واضح من القضية لابد من الإشارة إليه وهو المد السلفي في المقابل في كل الصياغات العربية بل وغير العربية فهل أراد القرضاوي أن يهاجم المد الشيعي لصالح المد السلفي مثلاً؟!.
والغريب في الأمر هو موقف الإخوان المسلمين من القضية برمتها،إلتزام الصمت إزاء تصريحات القرضاوي في محاولة منهم لتحميلة المسؤولية منفرداً بلإضافة للمحافظة على العلاقات المتينة بالنظام الإيراني،فيُترك الأمر مع إلتزام إيران الصمت لتصبح القضية بين القرضاوي الممثل للتيار السلفي أمام الشيعة العرب.حتى تتم التسوية بين إيران والقرضاوي.بعيداً عن ساحة الإخوان المستفيدة من كل الجوانب.
خاصة وأن الدعوة موجهة للقرضاوي من (علي لريجاني) الذي بالإضافه إلى كونه رئيس مجلس الشورى الإيراني،كان الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي،وهذا المجلس يُعد من المجالس الأساسية التي تعمل على تحديد المصالح الوطنية الكبرى وقد استقال منه اعتراضاً على إدارة نجاد للدولة خاصة للملف النووي،ودور وزير الخارجية الإيراني (منوچهرمتقي) في تدوير القضية دولياً،هذا بالإضافة إلى كون علي لريجاني كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي السابق.والدولة الإيرانية مهما بدا عليها أنها دولة مؤسسات ولكنها ستظل دولة أشخاص.فما تفسير أن شخصيات بهذا الثقل في المجتمع الإيراني تعمل على ترضية القرضاوي بشتى الوسائل.
ثم تأتي تصريحات القرضاوي (المصري اليوم العدد 1733 الخميس 12/3/2009) تؤكد أن المصالحة مع إيران ولكن ليست مع التشيع،فهو مع إيران كدولة ومع حقها في إمتلاك مشروعها النووي ولو قاتلتها الولايات المتحدة،ولكنه يرفض المد الشيعي.ولا أدري ما هذا التناقض البادي في خطاب القرضاوي،(وكأن المد الشيعي هيمد لوحده) بدون إيران، فهل هو مع إيران أم ضدها،وإن كان معها فلماذا الهجوم على دورها في المنطقة الذي تراه مناسباً لمصالحها كدولة بما في ذلك نشر التشيع؟!،وإن كان ضدها فما سر قبول الإعتذار وعقد تسوية تبدوا واضحة للعيان بين الحكومة الإيرانية المتجسدة في شخص (سيد مهدي خاموشي) ومنظمة الإعلام الإسلامي متوارية خلف طابع المنظمة المستقل نسبياً أو الشبه رسمي،وبين القرضاوي بوصفه (رئيس الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين).وذا سطوة خاصة على معظم التوجات الإسلامية في المنطقة.فهل كانت تلك النهاية هي التي هدف إليها القرضاوي منذ البداية؟!.
وهل سنتابع الفترة القادمة تصريحات مختلفة تماماً لكلا الطرفين؟।،وما هي المصالح المرجوة لإيران في هذه المرحلة من التسوية،وما علاقة هذا بتصريحات القرضاوي عن الملف النووي الإيراني، ونظرة الحكومة الأمريكية الجديدة للدور الإيراني في المنطقة هذا ما ستوضحه الأحداث في الأيام الآتية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق